إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
شرح كتاب الآجرومية
100647 مشاهدة
القسم الثاني: الفاعل المضمر

...............................................................................


وأما الفاعل المضمر فذكر أنه اثنا عشر، وهو في الحقيقة أربعة عشر. اثنان للمتكلم، وستة للمخاطب، وستة للغائب. وذلك لأن المتكلم إما أن يكون وحده، وإما أن يكون معه غيره؛ فإن كان وحده قال: قمت وقرأت ودخلت وصليت وركعت وسجدت؛ الفاعل مقدر مضمر تقديره أنا في محل رفع لأنه فاعل؛ هذا الأول. الثاني إذا كان المتكلم معه غيره ونسب الفعل إليهم جميعا؛ فإنه يقول: قمنا وخرجنا وركبنا ونزلنا ودخلنا وصلينا وقرأنا، فيقال فيها: إنها في محل رفع على أنها فاعل، تكون نا تصلح للرفع والنصب والجر مع أنها ضمير. هذه اثنان للمتكلم. وستة للمخاطب. المخاطب إما أن يكون مذكرا واحدا، أو اثنين -رجلين مخاطبين، أو رجالا جمع مخاطبين، أو امرأة واحدة مخاطبة، أو اثنتين أو جماعة.