إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
شرح كتاب الآجرومية
100546 مشاهدة
العلامة الثالثة: الألف

...............................................................................


بقي عندنا الألف تكون علامة للرفع في تثنية الأسماء خاصة، التثنية: الاسم المثنى الاسم الذي يدل على اثنين رجلان جاء الرجلان رجلان مثنى مرفوع علامة رفعه الألف لو كان منصوبا لجعلنا بدل الألف ياء فقلنا رأيت رجلين فكل لفظ دل عن اثنين وأغنى عن المتعاطفين إذا قلت رجلان أغناك عن أن تقول جاء رجل ورجل تختصر وتقول جاء رجلان بدل ما تقول جاء رجل ورجل، وتقول مثلا: هاتان امرأتان بدل ما تقول امرأة وامرأة، أو تقول مثلا هذان كتابان بدل ما تقول كتاب وكتاب رفعه بالألف، المثنى هو لفظ دل على اثنين وأغنى عن المتعاطفين بزيادة في آخره صالح للتجريد قلنا صالح للتجريد ليخرج ما ليس صالحا للتجريد وإن دل على اثنين، فإذا قلت مثلا: جاء اثنان هل يصلح للتجريد تحذف الألف والنون الأخيرة ما يصلح يعني ما يقال مفرده اثن بخلاف رجلان مفرده رجل تحذف الألف والنون، وتقول رجل تزيد ألف ونون فهي تصير اثنين رجلان هذا إذا كان مرفوعا علامة رفعه الألف بدلا عن الضمة لأنه مثنى.