تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
شرح كتاب الآجرومية
100627 مشاهدة
النوع الثاني للفاعل الظاهر: المثنى

...............................................................................


أما المثنى فقد تقدم أنه لفظ دل عن اثنين وأغنى عن المتعاطفين بزيادة في آخره صالح للتجريد وعطف مثله عليه، ليس من باب أفعل فعلاء ولا من باب فعلان فعلى. فهذا اللفظ تصوغه العرب للدلالة على التثنية؛ فيقولون مثلا: جاء الزيدان؛ هذا اسم مثنى يغني عن قولهم جاء زيد وزيد. وكذلك إذا قيل: جاء رجلان يغني عن قولهم جاء رجل ورجل؛ يغني عن المتعاطفين. وهو يدل على أن الذي جاء اثنان. لفظ دل عن اثنين وأغنى عن المتعاطفين بزيادة في آخره.
الزيادة هي الألف والنون إذا كان مرفوعا، والياء والنون إذا كان منصوبا أو مجرورا؛ الزيدين والرجلين. صالحا للتجريد؛ يعني يصلح أن تحذف منه تلك الزيادة ويبقى مفردا. فإنك تحذف الياء والنون من الرجلين؛ فتقول: الرجل، وكذلك الألف والنون من الزيدان فتقول: الزيد. بخلاف ما إذا لم يكن صالحا؛ مثل جاء اثنان. هذا لفظ دال على اثنين؛ جاء اثنان، ولكن ليس صالحا للتجريد. ما تقول جاء اثن تريد واحدا، فدل على أن المثنى لا بد فيه أن يكون صالحا للتجريد. فإذا كان مرفوعا فإنه يرفع بالألف إذا كان فاعلا قلت: جاء الزيدان، ويجيء الزيدان، ونعم الزيدان، ونعم العمران والخالدان، وما أشبه ذلك مرفوع وعلامة رفعه الألف بدلا عن الضمة؛ لأنه مثنى والنون عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد.