إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
شرح كتاب الآجرومية
100558 مشاهدة
العلامة الرابعة: الياء

...............................................................................


وأما الياء: فتكون علامة للنصب في موضعين: في التثنية والجمع. تقدم تعريف التثنية. المثنى: اسم دل على اثنين، وأغنى عن المتعاطفين بزيادة في آخره، صالح للتجريد وعطف مثله عليه، علامة نصبه الياء. فإذا قلت مثلا: دخلت مسجدين، واشتريت كتابين، وكلمت رجلين، فهذه الأسماء منصوبة، وعلامة نصبها الياء التي قبل النون، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى منصوب بالياء. وأما النون فيقولون: إنها عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد. النون مكسورة. الأصل: أنها مكسورة، مسجدينِ والزيدينِ، هذه التثنية. وأما الجمع: فالمراد به جمع المذكر السالم، مثل: لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ الصادقين: مفعول. هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ الصادقين: مفعول به، علامة نصبه الياء التي قبل النون. وتقدم أنه إذا كان مرفوعا فإنه يكون بدل الياء واو، الصادقون، فهو ينصب بالياء الصادقين، وأما النون فإنها عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد ونونه تكون دائما مفتوحة، وتكسر للضرورة في قول الشاعر:
ومـاذا تبتغي الشعـراء مـني
وقـد جاوزت حـد الأربعـينِ
فالأصل: الأربعينَ
عـرفنا جعـفرا وبني أخيــه
وأنكـرنا زعـانـف آخـرين
فالأصل: آخرينَ. فالحاصل: أن جمع المذكر السالم ينصب بالياء. فإذا قلت مثلا أو قرأت: إن المتقين، فتقول المتقينَ، منصوب بإن، وعلامة نصبه الياء التي قبل النون، أو يقولون: الياء المكسور ما قبلها، المفتوح ما بعدها؛ لأنه جمع مذكر سالم. وإذا قلت مثلا: أكرم الله المؤمنين، وشرف الصادقين، وأثاب العاملين، فكلها جمع مذكر سالم، أو صفة له. هذه هي التي تعرب بالحركات والحروف.