القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
94663 مشاهدة
هل وسائل الدعوة توقيفية؟

سئل الشيخ سلمه الله: هل تعتبر وسائل الدعوة إلى الله -عز وجل- توقيفية؟ بحيث لا يجوز استخدام الوسائل الحديثة في الدعوة إلى الله، كوسائل الإعلام وغيرها؟
فأجاب: أمر الله -تعالى- بالدعوة إلى الخير، في قوله -تعالى- وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ولم يحدد وسيلة للدعوة، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو الناس بعدة وسائل، وهكذا كان يبعث الدعاة إلى أقاصي البلاد وأطرافها، دون أن يحدد لهم وسائل يستعملونها، فكان منهم من يدعو بواسطة الخطب، وبواسطة المحاضرات، وبواسطة الجلسات، وكذا بما تيسر من الوسائل.
وحيث إنه لم يحدد لأصحابه وسائل خاصة، فإن الدعاة عليهم أن يستعملوا كل وسيلة مفيدة ومؤثرة في السامع، سواء كانت توقيفية أو جديدة، فقد ظهرت وسائل جديدة استخدمت في الدعوة إلى المعاصي وإلى الكفر والبدع، وحصل بسببها تأثير في السامعين الذين انصاعوا إليها وتابعوها، وكان الأولى أن تستغل في الخير وفي الدعوة إلى الله.
فقد استفيد كثيرا من وسيلة الكتب قديما وحديثا، ولم يكن هذا التأليف توقيفيا، كما استفيد من أجهزة تصوير الأوراق والمطابع، وحصل بها خير كثير، واستعملت الدعوة بواسطة الأشرطة الإسلامية، لتقابل الأشرطة الماجنة التي تفسد الأخلاق، وهكذا الإذاعة المسموعة والمرئية، فقد استفاد منها خلق كثير في أطراف البلاد، ومن أنكر نفعها فهو مكابر، ومن قال إنها -أي الوسائل- توقيفية فقد ناقض نفسه، حيث يجيز استعمال المطابع والكتب والنشرات مع حداثتها، والله أعلم.