لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
94582 مشاهدة
أجل أوصاف الأمة وأهمها

سئل فضيلة الشيخ: ما حقيقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟
فأجاب: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة الرسل وخاتمهم نبينا -صلى الله عليه وسلم- وأول وصف وصفه الله به في الكتب السابقة قوله -تعالى- الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ .
ولا شك أن المعروف أهمه التوحيد، وهو الذي بدأ بالدعوة إليه.
والمنكر أهمه الشرك، فبدأ بالنهي عنه.
كذلك أيضا أمته -صلى الله عليه وسلم- تبع له في ذلك، وقد ذكر الله أن أَجَلَّّ أوصافهم وأهمها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال -تعالى- كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ .
فقدم الأمر والنهي على الإيمان، مع أن الإيمان شرط لهما، ولكن لأهميتهما وللحاجة إليهما، ولإعلانهما وإظهارهما بدأ بهما.
والأمة متى أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر تمكن المعروف، وقل المنكر، وظهر أمر الله وانقمع أعداء الله، وذلت كلمتهم وعلا دين الله وشرعه، وتمكن الإسلام والمسلمون.
أما لو تكاسل الناس عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتواكلوا، ورأى كل منهم المنكر وصد عنه وسكت. فماذا تكون الحالة؟
لا شك أن أهل الكفر والمعاصي سيقوون، وستكون لهم كلمة ونفوذ، وسيعلنون شرهم وباطلهم، وحينئذ يظهر أهل الباطل، ويذل أهل الحق، ويبقى المؤمن خائفا يعبد ربه بخفية، وإذا أظهر العمل بالشريعة أوذي واستهزئ به، وهذا هو الواقع في كثير من البلاد والدول التي مُنِعَ عندهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.