لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
94562 مشاهدة
زيارة العصاة في بيوتهم

وسئل حفظه الله: هل يجوز زيارة العصاة في بيوتهم لغرض دعوتهم إلى الله ؟
فأجاب: تجوز هذه الزيارة إذا رُجي لها تأثير، حيث إن الكثير من العصاة قد انهمكوا في تلك المعاصي عن جهل أو تقليد، عندما شاهدوا كثرة من يتعاطاها، وانتشارها بين الأفراد والجماعات، فأهل الدخان رأوا كثرة المدخنين في الأسواق والطرق والمجالس والمراكب والدور ونحوها، وأهل الأغاني انخدعوا بانتشارها وفشوها في الإذاعات والأشرطة وعلى الألسن، وكثرة من يسمعها أو يبيعها، ولا يوجد من يعلن تحريمها ومنعها، والنساء اعتدن على السفور والتبرج، ورأين كثرة المتبرجات والمائلات المُمِيلات، بدون نكير، وهكذا غير ما ذكر من أنواع المحرمات الفاشية.
فمتى علمت أن فلانا قد أصر على ذنب وأظهره أو أخفاه، كترك الصلاة، أو التخلف عن الجماعة، وتعاطي شيء من المسكرات أو المخدرات والمفترات، أو نحو ذلك من المعاصي، وقصدته في منزله، وبدأته بتأطيد الصلة والصداقة، والوداد والشفقة، ثم ذكرت له أن من أسباب الزيارة النصح والتوجيه، وشخصت له ما تنتقده عليه، وبينت له الآثام، وما ورد من الوعيد في مثل هذا الذنب، فلا شك أن هذا الرجل سوف يستحي ويظهر الندم، ويعدك خيرا، ثم مع التكرار إليه منك ومن غيرك، ومع معرفة الحكم والاعتراف بالخطأ يؤول به ذلك إلى التوبة والإقلاع، والله الهادي إلى سبيل الرشاد.