شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
تفسير سورة الكهف
28866 مشاهدة
الحكمة من العثور على أصحاب الكهف

فعثر عليهم أهل بلدهم؛ فلذلك قال تعالى: وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا لما عثروا عليهم كان في ذلك عبرة، حيث تذكروا أنهم الذين خرجوا من قومهم قبل مئات السنين؛ أنهم فلان، وفلان الذين عرف عنهم مفارقتهم لأقوامهم قبل المدة الطويلة.
أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ يعني: مَن تحقق، وعرف الحق اليقيني فلا بد أن يوقن بأن وعد الله حق، وعد الله هو الوعد بالبعث بعد الموت ، وكانوا كغيرهم يكذبون بالبعث بعد الموت؛ ولكن رأوا رأي عين أن هؤلاء الفتية ماتوا من مدة طويلة، ثم أحياهم الله، ورد إليهم أرواحهم مع حفظه لأبدانهم عن أن تتآكل طوال هذه المدة، وكان ذلك من آيات الله العجيبة.
لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ يعني: يوقنوا إذا أراد الله بهم الخير.
وليعلموا أن الساعة لا ريب فيها، أي: قيام الساعة، والنفخ في الصور، وكذلك البعث والنشور، والحساب في الدار الآخرة؛ لا شك فيها لمن اعتبر، ولمن تذكر.