إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
shape
تفسير سورة الكهف
49755 مشاهدة print word pdf
line-top
استيقاظ أصحاب الكهف بعد نومهم مئات السنين

وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ بعدما رد الله تعالى عليهم أرواحهم؛ مع طول هذه المدة أخذوا يتساءلون بينهم؛ فظنوا أنهم ما لبثوا إلا قليلا، يوما أو بعض يوم في نومتهم، وظنوا أنهم مثلا ناموا هذه النومة؛ فلذلك: قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ لما رأوا أن الشمس باقية ظنوا أنهم ما لبثوا إلا نهارا، أو جزءا من النهار، ولكن لم يكن عندهم يقين.
فلذلك قالوا: رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فهكذا أخبر الله، ثم كان معهم شيء من النقود.
فقالوا: فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ الورِق: هو ما يُصْنَعُ من الفضة نقودا: كالدراهم، ونحوها، الورق: ما يضرب من الفضة، دل على أن معهم نقودا احتفظوا بها، ابعثوا أحدكم بهذه الورق إلى المدينة.

line-bottom