جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
تفسير سورة الكهف
49739 مشاهدة print word pdf
line-top
حالة قوم أصحاب الكهف

ثم ذكروا حالة قومهم، فقالوا: هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً أي: جعلوا مع الله آلهة، وهو دليل على أن أقوامهم مشركون؛ أن أهليهم وأقوامهم مشركون، وأن الله تعالى مَنَّ على هؤلاء الشباب -هؤلاء الفتية- بالإيمان والتوحيد، فأنكروا على قومهم.
وقالوا: هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ أي: ليس عندهم سلطان، والدليل على أن ما هم عليه حق، أي: من الشرك أو من اتخاذ الآلهة والأنداد التي يعبدونها مع الله. ليس عندهم سلطان يحتجون به. أخبر الله تعالى عنهم بهذه المقالة؛ ليدل على أنهم على التوحيد، يعني: التوحيد الصحيح، التوحيد الصادق.
هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ أي: لا أحد أظلم: مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أخبر بأنهم ذكروا أن من افترى على الله كذبا، وأشرك مع الله، ودعا معه آلهة أخرى؛ فإنه أظلم الظلمة فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا .
ثم يقول تعالى: وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ أي: كأنه خطاب من بعضهم لبعض. أي: اذكروا؛ يُذَكِّرون بعضهم؛ إذ اعتزلتم قومكم، واعتزلتم ما يعبدون.
إِلَّا اللَّهَ ما اعتزلتموه. أي: اعتزلتموهم واعتزلتم عباداتهم كلها إلا الله وحده، فتمسكتم بعبادته. وهذا دليل على أن قومهم كسائر المشركين: يعبدون الله، ويعبدون معه غيره ، وهذا معنى الشرك؛ عبادة الله، وعبادة غيره.

line-bottom