شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
محاضرة فضل القرآن الكريم
9383 مشاهدة
محاضرة فضل القرآن الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم. نحمد الله ونشكره، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. ونشهد ألا إله إلا الله، ولا رب لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه. له النعمة، وله الفضل، وله المن، وله الثناء الحسن.
ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، ونشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد النبي الأمي ، البشير النذير ، والسراج المنير، الذي أنزلت عليه الكتاب، وأرسلته إلى الناس كافة ، وأمرته أن يكون بشيرا ونذيرا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا فصلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
وبعد:
أيها الإخوة: إن هذه الأمة هي أمة القرآن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وأتباع القرآن الذين أنزل عليهم هذا القرآن أنزله الله تعالى على قلب نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-. ذكر أنه أنزله على قلبه فقال تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ .
أنزله الله هدى وشفاء وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وأمر الأمة بأن يتبعوه وأن يعملوا به، وفي ذلك لهم الأجر الكبير والخير العظيم. فنحب في هذه الأمسية المباركة أن نذكر شيئا من فضل هذا القرآن، ثم بعد ذلك نذكر ما يجب علينا نحوه، وكذلك أيضا كيف نكون عاملين به وكيف نتربى عليه.