عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
محاضرة فضل القرآن الكريم
9514 مشاهدة
مقدمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم. نحمد الله ونشكره، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. ونشهد ألا إله إلا الله، ولا رب لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه. له النعمة، وله الفضل، وله المن، وله الثناء الحسن.
ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، ونشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد النبي الأمي ، البشير النذير ، والسراج المنير، الذي أنزلت عليه الكتاب، وأرسلته إلى الناس كافة ، وأمرته أن يكون بشيرا ونذيرا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا فصلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
وبعد:
أيها الإخوة: إن هذه الأمة هي أمة القرآن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وأتباع القرآن الذين أنزل عليهم هذا القرآن أنزله الله تعالى على قلب نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-. ذكر أنه أنزله على قلبه فقال تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ .
أنزله الله هدى وشفاء وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وأمر الأمة بأن يتبعوه وأن يعملوا به، وفي ذلك لهم الأجر الكبير والخير العظيم. فنحب في هذه الأمسية المباركة أن نذكر شيئا من فضل هذا القرآن، ثم بعد ذلك نذكر ما يجب علينا نحوه، وكذلك أيضا كيف نكون عاملين به وكيف نتربى عليه.