إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
محاضرة فضل القرآن الكريم
9529 مشاهدة
أحوال الناس مع القرآن الكريم

تذكرون الحديث الذي يقول فيه -صلى الله عليه وسلم- مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب أي هذا الأترج الذي ريحه طيب، يعني كنوع من البرتقال أو غيره ريحه طيب وطعمه طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مر .
فعلينا أن نهتم بقراءة القرآن؛ لنكون من أهله، وندعو بما تيسر من الأدعية التي تجعلنا من أهل القرآن. ورد أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: من أصابه هم أو غم فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك. أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي. من قال ذلك أذهب الله همه وغمه ورزقه وأبدله مكانه فرحا .
هذا دليل على أن الإنسان إذا جعل الله تعالى القرآن ربيع قلبه يعني بمنزلة الربيع الذي يتنزه فيه الناس. إذا نزل الربيع في أرض، وأعشبت تلك الأرض؛ فإنها تكون منظرا حسنا منظرا مبهجا. فيكون القرآن ربيع قلبك، ونور صدرك، وجلاء حزنك، وذهاب همك وغمك. لا شك أنك إذا كان كذلك فإنك تكون ممن حظي بهذه الدعوة المجابة.
وأما من كان معه القرآن فنام عنه بالليل، ولم يعمل به في النهار؛ فإنه حري أن يكون القرآن له خصما يوم القيامة. ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يجاء بالرجل يوم القيامة؛ وقد حمل القرآن وعمل به؛ فينتصب القرآن له خصما فيقول: يا رب حملته إياي؛ فكان خير حامل، عمل بحدودي، واتبع أوامري، وترك زواجري. فلا يزال يخلف عليه في الحجج؛ حتى يقال: شأنك به. فلا يدعه حتى يدخله الجنة، ويلبسه تاج الوقار. ويؤتى بالرجل الذي قد حمل القرآن ولم يعمل به؛ فينتصب القرآن له خصما، فيقول: يا رب حملته إياي وكان بئس حامل؛ تعدى حدودي وارتكب زواجري، وترك أوامري. فلا يزال يخلف عليه بالحجج؛ حتى يقال: شأنك به. فلا يتركه؛ حتى يكبه على وجهه في النار -والعياذ بالله-.