إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
79649 مشاهدة print word pdf
line-top
(الكلام في الحوض)

ص ( ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حوض في القيامة ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وأباريقه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، والصراط حق، يجوزه الأبرار، ويزل عنه الفجار ).


س 51 (أ) ما تقول في الحوض؟ (ب) وهل هو خاص أو عام؟ (ج) وما الصراط؟
ج 51 (أ) نعتقد أن الله يعطي نبينا صلى الله عليه وسلم في يوم القيامة حوضا عظيما وصف في بعض الروايات بسعته وأنه مسيرة شهر في شهر، أو ما بين أيلة إلى صنعاء وكذا ما ذكر من بياض مائه وحلاوته، وكثرة أباريقه وهي آنيته، وأنه يصب فيه ميزابان من الجنة، يرده الأبرار، ويذاد عنه الفجار.
(ب) وقد روي أن لكل نبي حوضا، ولكن محمد صلى الله عليه وسلم، أكثرهم واردا.
وقيل: هو الكوثر، وفسر أيضا الكوثر بأنه الخير الكثير، أو أنه نهر عظيم في الجنة، والله أعلم.
(ج) وأما (الصراط) فهو جسر ينصب على متن جهنم، دحض مزلة كحد السيف، يمر عليه الناس على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كأجاود الخيل والركاب، ومنهم من يعدو عدوا، ومنهم من يمشي مشيا، ومنهم من يزحف زحفا، وعلى جنبتي الصراط كلاليب، مثل شوك السعدان، تخطف من أمرت بخطفه، فناج مسلّم، ومخدوش، ومكردس في النار، وهذا هو الورود المذكور في قوله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا [مريم: 71]، ومعنى: يجوزه الأبرار. أي يعبرونه حتى يجاوزوه. ويزل عنه الفجار. أي يسقطون.

line-bottom