إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
79200 مشاهدة print word pdf
line-top
لا تمثله العقول

ص (لا تمثله العقول بالتفكير، ولا تتوهمه القلوب بالتصوير). لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى].


س 7 (أ) ما الفرق بين تمثيل القلوب وتوهم العقول. (ب) وما التفكير والتصوير. (ج) وما معنى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ الآية؟
ج 7 (أ) تمثيل القلوب تخيلها وتقديرها؛ أن ذات الله كذا، وأن استواءه هكذا..، وتوهم العقول نظرها -خطأ- في ذات الله أو صفاته؟ وأصل الوهم الظن الخاطئ.
(ب) والتفكير هو التفكر بالقلب في الشيء الغائب، والتصوير هو التصور له، يعني أن القلوب لو فكرت في ذات الله، وتخيلت أنه هكذا أو أن صفته كذا، أو كيفية نزوله أو استوائه كذا لكانت خاطئة، وقد ورد في الأثر: تفكروا في المخلوق، ولا تفكروا في الخالق وهو حديث حسن بشواهده كما ذكره الألباني في الصحيحة 1788.
(ج) أما قوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فهي آية عظيمة، تضمنت الرد على من شبه الله أو شيئا من صفاته بخلقه فإنه غاية التنقص، وعلى من نفى عن الله شيئا من صفاته. فقوله لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ رد على المشبهة والممثلة، وقوله وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ رد على المعطلة، حيث أثبت لنفسه السمع والبصر الحقيقي، فيلحق بهما سائر صفات الكمال.

line-bottom