شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
49697 مشاهدة
الكلام في المشكل من النصوص

ص (وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظا، وترك التعرض لمعناه، ونرد علمه إلى قائله، ونجعل عهدته على ناقليه، اتباعا لطريق الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين، بقوله سبحانه وتعالى وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا [آل عمران] .


س12 (أ) ماذا نقول فيما لم نفهم معناه من نصوص الصفات، (ب) وإلى من نكل علمه، (جـ) وعلى من تكون عهدة الخطأ فيه، (د) ومن المراد بالراسخين في العلم، (هـ) وما طريقتهم في متشابه القرآن ؟
جـ12 (أ) يقبل أهل السنة كل ما في القرآن والحديث النبوي، وما اشتمل من ذلك على شيء من الصفات قالوا به، واعتقدوا حقية تلك الصفات على ما يليق بالموصوف تعالى، وإذا أشكل شيء من ذلك قبلوا لفظه، وفوضوا العلم بالكيفية إلى عالمها، وذلك كصفة النزول، وكيفية الاستواء ونحوها فإن النزول قد ثبت في الأحاديث الصحيحة ولكن توقف العلماء عن التقعر في كيفيته وهل يخلو منه العرش أم لا يخلو... إلخ فالتفويض للمعنى أي للكنه والماهية فأما المعنى اللغوي للنزول والاستواء فهو معلوم عند أهل السنة ولهذا جعلوهما من أدلة صفة العلو لله تعالى .
(ب) (ونكل علمه إلى قائله) وهو الله تعالى، والمبلغ عنه وهو الرسول عليه الصلاة والسلام .
(جـ) وإن كان فيه خطأ فالعهدة على من نقله ؛ أي اللوم والحساب على من تعمد الخطأ، وإنما قبلوا ما جاءهم بواسطة علمائهم الذين يثقون بعدالتهم وصدقهم ؛ وقد تلقوا عنهم كل الشريعة في العقائد والأوامر والنواهي .
(د) (والراسخون) في العلم هم المتمكنون فيه، الذين رسخ الإيمان والعلم في قلوبهم وثبت عن دليل ويقين .
(هـ) وطريقتهم ذكرها الله بعد أن قسم هذا الكتاب إلى آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فذكر أن الراسخين يؤمنون بالجميع، ويقولون كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا فلا يردون منه شيئا، ولا يضربون بعضه ببعض، وذلك حث على طريقتهم وترغيب فيها، وهي التصديق بالجميع محكمه ومتشابهه الذي لم يظهر لنا معناه .