إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
shape
الحلول الشرعية للخلافات والمشكلات الزوجية والأسرية
75717 مشاهدة print word pdf
line-top
35- زوجي كثير الشك فيَّ

المشكلة:
زوجي -هداه الله- كثير الشك؛ لدرجة أنه إذا دق جرس التليفون ثم رفع السماعة ولم يتكلم المتصل أخذ يثير حولي عددًا من الشكوك، رغم أني -والله يشهد- لا علم لي بهذا المتصل، بل إنه قد يحدث معي، فَلَكَمْ رفعتُ السماعة ولم يتحدث المتصل، وقد أخبرته بذلك لكنه لم يقتنع، فكيف أصنع معه؟ فإني أخشى على حياتنا الزوجية من الانهيار؟ سدد الله خطاكم ودمتم.
الحل:
لا يجوز سوء الظن بالزوجة متى ظهر منها الصدق والصلاة والاستقامة والتدين، وعرف بعدها عن الشبهات والشهوات المحرمة، وقد وفقها ربها بزوج صالح يعفها وتقصر عليه بصرها، فإن الأصل هو الصدق والبيان المطابق للواقع، ولو كان هناك الكثير من الفساق الذين يحاولون إفساد ما بين الزوجين والتفريق بينهما، أو الفسقة الذين يتصلون ببعض المنازل المجهولة، فمتى كان المتحدث امرأة تمادوا في الكلام معها، وامتد القول إلى التعريض بالمقابلة واللقاء الذي يكون على منكر، ولكن المرأة الصالحة متى اتصل بها أحد من هذا الضرب زجرته وشتمته فيقطع المكالمة ولا يعود، وهذا هو الغالب على نساء المؤمنين.
فمتى عرف الرجل من زوجته بُعدها عن الشبهات وخوفها من ربها، وحرصها على أداء حقوق زوجها، وحفظ زوجها في بيته وفراشه، فلا يجوز له اتهامها بما هي بريئة منه، والله أعلم.

line-bottom