القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
الحلول الشرعية للخلافات والمشكلات الزوجية والأسرية
43970 مشاهدة
5- ولدي لا يصلي، فهل أطرده؟

المشكلة:
ولدي لا يصلي، فهل أطرده من البيت ؟ رغم أنني أخشى أن يترتب على ذلك محاذير أخرى لو طردته، فبماذا تشيرون عليَّ؟
الحل:
إذا خشيت عليه الفساد والمحاذير المخوفة؛ كوقوعه في شرب المسكرات أو تعاطي المخدرات أو في فواحش الزنا واللواط ونحو ذلك فلا تطرده، سيما إذا كان في ريعان الشباب دون العشرين؛ فإن الفساد إليه سريع لضعف إدراكه، واندفاعه إلى المغريات، وعدم فهمه للأخطار.
وعلى هذا، فعليك أن تضربه على الصلاة؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم- مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر وإذا لم يقبل فارفع أمره إلى مركز الهيئة ليحضروه ويأخذوا عليه التعهد، ثم في المرة الثانية يعاقبوه بسجن ونحو ذلك، وعليه موالاة من ينصحه والحرص على أن يتصل به الشباب المستقيم، فهم أقرب إلى أن يؤثروا عليه ويردوه عن الفساد، كما عليك إبعاده عن جلساء السوء والفسقة من الشباب المنحرف، رجاء استقامته. والله أعلم.