إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
shape
الحلول الشرعية للخلافات والمشكلات الزوجية والأسرية
74740 مشاهدة print word pdf
line-top
49- أريد الزواج من أخت زميلي ووالداي يرفضان

المشكلة:
أنا شاب في الثانية والعشرين من عمري، وأنا شاب ملتزم ولله الحمد، ولي رغبة في الزواج من إحدى أخوات زميل لي، ومشكلتي أني أعيش الآن بين نارين، فأمي تريد أن تزوجني ابنة أختها وأبي يريد أن يزوجني ابنة أخيه، وأنا ليس لي أية رغبة في الاثنتين، ورغم ذلك كل منهما يضغط عليّ من جهته، فماذا تشيرون علي؟ وفقكم الله لما يحب ويرضى.
الحل:
لا شك أن الزواج حق للزوج فهو صاحب الرغبة وهو الذي يعاشر المرأة ويرافقها بقية حياته أو حياتها غالبًا، فإذا وجد نفسه تميل إليها وسبر صفاتها وأخلاقها، وعرف ملاءمتها ووجد نفرة من غيرها، فهذا الشاب لا شك أنه قد عرف ابنة عمه وابنة خالته منذ الصغر وتابع الأخبار والأحوال، وتحقق من أخلاق الجميع ومن الصفات ما جعل نفسه تنفر منهن وتميل إلى غيرهن، وأنه قد عرف من أخت زميله الأهلية والكفاءة والصلاح؛ إما بالمشاهدة أو النقل الصحيح.
فأقول: إن منعه من زواجه بأخت صديقه التي يزكيها ويعرف صلاحها ويحبها ويركن إليها -فيه ضرر عليه وإكراه له على ما لا يريده، فإن إلزامه بابنة عمه أو خالته رغم صدوده عنهما وكراهيته الشديدة لكل منهما تعذيب لنفسه وإضرار به، ثم العادة أنها لا تدوم العشرة بينهما بل يحصل الفراق ولو بعد حين، فننصح والدَيْ هذا الشاب أن لا يحولا بينه وبين ما يشتهي من الزواج بأخت زميله التي يزكيها ويركن إليها وتركن إليه، والله يغنى كلًّا من سعته. والله أعلم.

line-bottom