إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شرح الورقات
35265 مشاهدة
تعريف الأمر

..........................................


أمر ونهي.. يعني: أمر من الله تعالى ومن الوحي. قالوا في الأمر: استدعاء الفعل بالقول ممن هو دونه على سبيل الوجوب.
الاستدعاء هو: الطلب، يعني: طلب الفعل بالقول يعني بالكلام، فإذا قلت لولدك: اسقني! أليست كلمة اسقني كلاما.. قولا..؟
ألست تستدعي الفعل أنه يأتي لك بماء للسقي... اسقني: هذا فعل أمر.
استدعاء الفعل بالقول ممن هو دونه.
يعني: أن الآمر أعلى من المأمور، فلذلك يكون الأمر من الأعلى للأدنى، ولا يكون من الأدنى للأعلى. فالولد إذا طلب من أبيه لا يسمى أمرا.. الولد لا يأمر أباه، يسمى طلبه التماسا يعني: يلتمس منه، إذا قال مثلا: أعطني كسوة.. أعطني نقدا.. فهذا ما يسمى أمرا؛ لأن الأمر يدل على الاستعلاء، فلا يكون الولد عاليا على أبيه.
وإذا كان من العباد لله تعالى، فلا يسمى أمرا- ولو كان فعل أمر- وإنما يُسَمَّى دعاء. فالعبد إذا قال: رب اغفر لي، رب ارزقني، يا رب هب لي حكما، وألحقني بالصالحين أنت إذا أردت الإعراب تقول: إن قولك:رب هب هب أليس فعل أمر؟ تُعْرِبُ هب فعل أمر؛ ولكن لا تقول: إن العبد يأمر الله! العبد لا يأمر ربه؛ لأن الأمر لا يكون إلا من الأعلى إلى من هو دونه، فلذلك قال: ممن هو دونه. فإن كان من العبد لله سميناه دعاء، وإن كان من الله للعباد سميناه أمرا، فقول الله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ هذا أمر، وقوله: قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا قم: هذا أيضا أمر، أمر من الله تعالى لعبده، وقوله: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ هذا فعل أمر، هذا أمر من الله، فإذا كان من الله لعباده فإنه أمر.
وأما قولنا: رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ هذا نسميه دعاء، قول إبراهيم: رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ نسميه دعاء. وكذلك إذا قال الولد لأبيه: يا أبت أعطني كسوة، اكسني أو ...