الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
شرح الورقات
35246 مشاهدة
تقسيم الكلام إلى أمر ونهي وخبر واستخبار وإلى تَمَنٍّ وعرض وقَسَم

ثم ذكر أن الكلام ينقسم إلى أمر ونهي، يأتينا -إن شاء الله- تعريفها تعريف الأمر، وتعريف النهي، وكذلك: إلى خَبَرٍ واسْتِخْبَارٍ.
الخبر: هو الكلام الذي يستحق صاحبه أن يُقَال: صدقتَ، أو كذبتَ. يعني: ما يُخْبَرُ به عن غيره؛ لأنهم جعلوا الكلام ينقسم إلى خبر وإنشاء، فأنت إذا قلت مثلا لولدك: اسقني ماءً.. فهذا لا يقال: إنه خبر؛ ولكن يقال: إنه إنشاء.
وإذا قلتَ له مثلا: حَفِظَ أخوك القرآن، فهذا خَبَرٌ، يُقَالُ: صَدَقْتَ، قد حفظ. وإذا قلت مثلا: نزل المطر على مكان كذا، فيقال: صدقت أو كذبت. يسمى هذا خَبَرًا. والاستخبار هو: الاستفهام، أن تقول لإنسان: من أين جئت؟ استخبار.. أين تريد أن تذهب؟ استخبار.
ينقسم الكلام إلى تَمَنٍّ وعرض وقَسَم.
التمني مثل قوله: يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ ! هذا تَمَنٍّ.
والعرض: أن تعرض على إنسان أمرا.. إذا قلتَ: أَلَا تَنْزِلُ عندنا؟ هذا عرض.
والْقَسَم: الْحَلِفُ، إذا قلتَ: أُقْسِمُ بالله على كذا.