إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
تفسير آيات الأحكام من سورة النور
89554 مشاهدة print word pdf
line-top
الاستئذان ثلاثا

...............................................................................


وثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فلينصرف وفعل ذلك أبو موسى مع عمر ؛ طرق مرة عليه الباب وكان عمر منشغلا وعنده بعض الصحابة؛ فسمع صوت أبي موسى. أبو موسى طرق الباب فقال: السلام عليكم أأدخل؟ ثم قاله مرة ثانية ثم ثالثة، وعمر كأنه منشغل، ثم رجع أبو موسى فلما انتبه عمر قال: ألم أسمع قول أو صوت عبد الله بن قيس ؛ يعني أبا موسى ؛ فخرجوا فإذا هو قد رجع؛ أرسل إليه، فسأله لماذا رجعت؟ فأخبره بأن النبي صلى الله عليه وسلم علم أصحابه الاستئذان، وقال: إذا استأذن أحدكم ثلاث مرات ولم يؤذن له فليرجع .
عمر رضي الله عنه كأنه ما سمع بهذا الحديث فاستغربه، وقال لأبي موسى لتأتيني بمن يشهد معك أو لأعاقبنك؛ ففزع أبو موسى إلى مجلس أو حلقة من الأنصار؛ فسألهم وقال لهم: هل منكم أحد سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا استأذن أحدكم على أهل دار ثلاث مرات ولم يؤذن له فليرجع ؟ فقال أهل ذلك المجلس: كلنا قد سمعه لا يقوم معك إلا أصغرنا، قم يا أبا سعيد .
فقام أبو سعيد وجاء وأخبر عمر بأنه سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال عمر رضي الله عنه: كيف فاتتني هذه السنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم؟ شغلني عنها الصفق في الأسواق؛ يعني فاتته لأنه كان يشتغل بالتجارة، ففاتته هذه السنة وأسف عليها.
ولا شك أن هذا لحكمة عظيمة؛ وذلك لأنه إذا طرق الباب للمرة الأولى فقد لا يميزونه أو قد يكونون منشغلين، ثم إذا تكلم وطرقه للمرة الثانية فقد لا يجيبونه حيث أنهم يستعدون ويخفون ما كان عندهم مما يريدون إخفاءه، قد يكون بينهم من لا يحبون أن يبرز إليه، ففي أو فبعد المرة الثالثة يكونون قد انتبهوا؛ فيأذنون له، فإذا طرق وتكلم في المرة الثالثة ولم يؤذن له؛ عرف أنهم لا يريدون دخوله عليهم، وأنهم ما أجابوه لكراهتهم له أو لانشغالهم أو ما أشبه ذلك، فعند ذلك ينصرف.

line-bottom