تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
shape
تفسير آيات الأحكام من سورة النور
90844 مشاهدة print word pdf
line-top
البيوت التي لا يستأذن فيها

...............................................................................


ثم قال تعالى: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ إذا كان هناك دار لك فيها متاع، لك فيها مال قد أودعته فيها؛ طعام أو أثاث أو فرش أو أواني، وهي ليس فيها ساكن، كما لو أعطاك صاحبها مفاتيحها وقال: ضع في داري متاعك، تضع فيها أكياسا لك أو فرشا أو أواني، ثم يكون معك مفتاحه ولو كانت ملكا لغيرك: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ ليس فيها أحد من أهلها ذكور ولا إناث صغار ولا كبار.
فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ ؛ يعني وديعة أودعتموها، وضعتتم ذلك فيها للحفظ؛ فيجوز لصاحب المتاع أن يدخلها، ولو لم يكن صاحبها ليأخذ متاعه، أو ليزيده أو ليأخذ بعضا منه أو ما أشبه ذلك.
وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ؛ يعني يهدد من يكون دخوله تلصصا أو اختلاسا أو لنهب أو لاهتبال غفلة أو ما أشبه ذلك فهذا وعيد: وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ ؛ أي ما تظهرون وما تخفون تكتمون من أسراركم؛ فراقبوه فإنه عليم بكم.

line-bottom