إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شرح كتاب دليل الطالب لنيل المطالب
72521 مشاهدة
التطيب

...............................................................................


يسن التطيب فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الحلوى والطيب. الطيب جاء في حديث طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه وطيب النساء ما خفي ريحه وظهر لونه فالنساء يتطيبن بالأشياء التي لها لون كزعفران أو وَرس أو عصفر أو كركم. تصفر به خديها وذراعيها ونحو ذلك. هذا الطيب المعتاد للنساء، لكن إذا كانت في بيتها فلا مانع من أن تتطيب بالعود يعني: دخان العود أو بدهن العود إذا لم تكن خارجة للناس. أما إذا تطيبت وخرجت فإنه لا يجوز لها. جاء في حديث أيما امرأة تطيبت ثم مرت بالرجال ليجدوا ريحها، فهي كذا وكذا أي زانية يعني: عليها إثم، وأما الرجل فإنه يندب أن يكون ريحه طيبا دائما فيتعاهد الطيب، ويتطيب كل يوم أو كل يومين. يطيب ثيابه ويطيب لحيته، ويطيب كفيه وعمامته ليكون طيب الرائحة؛ لأن الملائكة تألف الروائح الطيبة، والشياطين تألف الروائح القذرة.