الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
شرح كتاب دليل الطالب لنيل المطالب
72588 مشاهدة
تغطية الأواني

...............................................................................


يقول: يسن تغطية الأواني وإيكاء الأسقية يعني: دائما يتأكد جاء في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: غطوا الإناء وأوكئوا السقاء، فإن في الدهر ليلة ينزل فيها داء لا يصيب إناء مكشوفا ولا سقاء مفتوحا إلا دخل منه يكفي أن يعرض عليه عودا. هناك دواب من ذوات السموم تنفس سمومها في الأواني المكشوفة التي فيها شراب كلبن مثلا أو دبس أو خل أو نحو ذلك ومنها الوزغ.
الوزغ هذا الذي يكون في السقف هذا من الحشرات السامة ولذلك جاء الترغيب في قتله من قتله بالضربة الأولى فله ثلاثون حسنة، ومن قتله بالضربة الثانية فله عشرون، ومن قتله بالضربة الثالثة فله عشر حسنات ترغيبا في قتله، وكذلك الحيات والعقارب ونحوها من ذوات السموم قد تنفس سمها في الأواني المكشوفة فلذلك يتأكد على المسلم أن يحفظ أوانيه.