اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
تابع لمعة الاعتقاد
83120 مشاهدة print word pdf
line-top
من أشراط الساعة خروج الدجال

...............................................................................


ومن ذلك: أشراط الساعة. نصدق أيضا بأشراط الساعة، والمراد بها: العلامات التي تأتي قبل قيامها، قال تعالى: فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا يعني: علاماتها.
ذكر في الحديث خروج الدجال، وكثرت الأحاديث في خروج الدجال، وأنه إنسان مسلط، وأن الله يجعل على يديه بعض ما يفتن به الناس، يدعي أنه الرب، ويأتي إلى القرية ونحوها، فإذا عصته سلط عليهم فيصبحوا ممحلين، ويأتي إلى الذين يطيعونه فيصبحوا في رفاهية.
وذكر أنه يأتيه رجل فيظهر كذبه، يكذبه فيقطعه قطعتين ثم يحييه، ويأتي إلى القرية الخربة فيأمرها أن تتبعه فيتبعه أهلها كيعاسيب النحل.... إلى آخر ما ورد فيه؛ وهو مع ذلك دجال كذاب.
وذكر أنه لا يدخل مكة ولا المدينة ثم ذكر في الحديث أنه ينزل عيسى عليه السلام، وأنه يقتل الدجال بباب لد، ينزل عيسى على المنارة البيضاء شرقي دمشق، ثم يقتله عيسى عيسى يقتل الدجال، إذا أحس بعيسى ذاب كما يذوب الملح في الماء، فيأتيه فيقتله، يطعنه بحربة فيقتله. هذا أيضا من أشراط الساعة.
ذكر الحديث في صحيح مسلم في آخر كتاب في أشراط الساعة حديث مطول أحاديث كثيرة، واستدل على ذلك بقول الله تعالى لما ذكر عيسى وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إلى قوله: وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ وقرأها بعضهم: لعلم للساعة أي: من علامات الساعة.

line-bottom