إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
131758 مشاهدة
عظمة المخلوقات العلوية والسفلية دليل عظمة الخالق

...............................................................................


بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معلوم أن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق فالخالق أعظم من المخلوقات، وقد شاهدنا عظمة كثير من المخلوقات، فنحن نشاهد هذه الأرض وما عليها وسعتها، وجبالها، وبحارها، وما فيها من الأشجار والدواب والأنهار وما أشبهها. نعرف أنها مخلوقة، وأن الذي خلقها أعظم من كل شيء نتصوره وكذلك أيضًا ذكر الله أنه خلق السماوات سبعًا ومن الأرض مثلهن أي سبعًا.
نحن إنما نشاهد أرضًا واحدة ولا نعلم أين بقية الأرض الأرضين التي ذكر الله لا بد أنها مخلوقة، وأنها كما يشاء الله تعالى لا شك أن هذا أيضًا دليل على عظمة الخالق. كذلك أيضًا ذكر الله أن السماوات طباقًا في قوله تعالى: أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا وكذلك وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ وذكر أنه جعلهن سبع سماوات طباقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ وأنه زين السماء الدنيا بهذه المصابيح التي نشاهدها.
ولا شك أن هذا دليل على عظمة من أوجدها وخلقها. وكذلك أيضًا ذكر الله تعالى عظمة الكرسي في قوله وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وإذا كان هذا سعة السماوات وسعة الأرض ومع ذلك فالكرسي أعظم منها إنها صغيرة بالنسبة إلى الكرسي فإن ذلك دليل على عظمته. وهكذا أيضًا. ورد في الحديث عظمة العرش بالنسبة إلى الكرسي إن الكرسي بالنسبة إلى العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة من الأرض ماذا تكون؟ وماذا تشغل هذه الحلقة؟ قطعة حديد متلاقية الطرفين ألقيت في أرض فلاة ماذا تشغل؟ لا شك أن هذا دليل أيضًا على عظمة العرش.