شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
81833 مشاهدة
معنى توحيد الربوبية

بسم الله الرحمن الرحيم
قال المؤلف: -رحمه الله- وإذا أردت أن تعرف هذا معرفة تامة؛ فذلك بأمرين:
الأول: أن تعرف أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقتلهم، وأباح أموالهم، واستحل نساءهم كانوا مُقِرِّين لله -سبحانه- بتوحيد الربوبية، وهو أنه: لا يخلق، ولا يرزق، ولا يُحْيِي، ولا يُمِيت، ولا يُدَبِّرُ الأمور إلا الله وحده، كما قال تعالى: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ .
وهذه مسألة عظيمة، جليلة مهمة، وهي: أن تعرف أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شاهدون بهذا كله، ومُقِرُّون به؛ ومع هذا لم يُدْخِلْهُم ذلك في الإسلام، ولم يُحَرِّمْ دماءهم، ولا أموالهم، وكانوا -أيضا- يتصدقون، ويحجون، ويعتمرون، ويتعبدون، ويتركون أشياء من المحرمات؛ خوفا من الله -عز وجل-.


السلام عليكم ورحمه الله،،
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قَسَّمَ العلماء التوحيد إلى قسمين:
توحيد في المعرفة والإثبات، وتوحيد في الطلب والقصد.
وقسمه بعضهم إلى ثلاثة:
توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات.
فتوحيد الربوبية: هو الذي كان يُقِرُّ به المشركون الأولون، ويُقِرُّ به كل المشركين، وهو أنهم يعترفون بأن الله -تعالى- هو ربُّ العالمين، وهو خالقهم، وهو مُدَبِّرُهم وحده؛ ولكن ذلك لم يدخلهم في الإسلام؛ بل صار حُجَّةً عليهم.
وأما توحيد الألوهية: فهو الذي حصلت الخصومة فيه بين الرسل وبين أممهم.
وتوحيد الأسماء والصفات: هو الذي جحدته الْمُعَطِّلَةُ، وأنكروه، أو بالغ بعضهم في إثباته، ولم يكن موضوع هذه الرسالة في هذا النوع؛ وإنما يقرر بها -رحمه الله- توحيد الربوبية.
وتوحيد الألوهية.. هو الذي فيه الخصومة وفيه النزاع، وهو توحيد العبادة.
فتوحيد الربوبية: يسمى: التوحيد العلمي؛ وذلك لأنه عُلُومٌ يتعلمها الإنسان. ويسمى: التوحيد الاعتقادي؛ لأنه عقيدة يَعْقِدُ عليها القلب ويعتقدها. التوحيد العلمي الاعتقادي. ويُسَمَّى -أيضا- التوحيد الخبري؛ وذلك لأنه يعتمد الإخْبَار، أي: أنه إنما هو أخبارٌ أخبر الله -تعالى- بها عن نفسه، وأخبر بها عنه أنبياؤه، فهذا هو نوع من أنواع التوحيد. التوحيد العلمي الخبري الاعتقادي، الذي هو توحيد الربوبية، وتوحيد الاعتقاد.
فقوله: توحيد في المعرفة والإثبات. هذا توحيد الربوبية والأسماء والصفات.
توحيد المعرفة، أي: الذي إذا عرفه العبد عرف ربه.
والإثبات، أي: ما يجب إثباته لله -تعالى- من الأسماء والصفات، وما أشبهها.
فإذا أردت أن تعرف توحيد الإلهية حقيقةً.. فإن عليك أن تعرف هذين الأمرين. ذكر الأمر الأول -هاهنا-.
ونقرأ غدا -إن شاء الله- الأمر الثاني.