إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
81778 مشاهدة
دعوة الرسول الكريم إلى التوحيد

...............................................................................


فأَوَّلًا: نعرف أن دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- أول ما دعا إليه قول: لا إله إلا الله؛ وذلك لأنه ظهر في أناس جعلوا مع الله آلهة أخرى، يعبدون تلك الآلهة، فرأى أنهم مشركون بهذه الإلهيات، وبهذا التأله؛ فأمره الله -تعالى- أن يأمرهم بقول: لا إله إلا الله. وكانوا يعرفون ما تدل عليه، يعرفون أنها تدل على ترك التَّأَلُّهِ لغير الله، وصرف التَّأَلُّهِ كله لإله واحد وهو الله، وإبطال تلك الآلهة التي اتخذوها مع الله. فلما قال لهم ذلك كأنهم استنكروا إبطال مألوهاتهم، فردوا عليه، وقالوا: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ يعني: كيف يُبْطِلُ آلهتنا الكثيرة، ويَقْصُرنا على إله واحد، لا نعبد ولا نتأله لغيره، تعجبوا من هذا.
وكذلك قال بعضهم لبعض: أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ اصبروا على عبادة آلهتكم، فكان -صلى الله عليه وسلم- طوال إقامته بمكة عشر سنين، وهو يدعو إلى كلمة لا إله إلا الله؛ لأنه لم تُفْرَضْ عليه العبادات؛ ما فُرِضَ عليه صلاة ولا طهارة ولا صيام ولا زكاة ولا حج ولا عمرة، ولا حُرِّمَتْ عليه المحرمات التي حرمت عليه فيما بعد، ولا أُمِرَ بإقامة الحدود: كَحَدِّ الزنا، وحَدِّ مُسْكِرٍ، وحَدِّ قَذْفٍ، وحَدِّ سرقة. ما أُمِرَ بشيء من ذلك؛ بل أُمِرَ أن يُكَرِّر دعوة الناس إلى كلمة لا إله إلا الله، التي إذا قالوها صَحَّتْ عقيدتهم وقُبِلَتْ عباداتهم، وإذا لم يقولوها ولم يعملوا بها رُدَّتْ عباداتهم.