إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
81863 مشاهدة
وجوب تلقين كلمة التوحيد لمن دخل الإسلام

...............................................................................


يقول المؤلف لما سئل عن معنى: لا إله إلا الله. يقول:
اعلم -رحمك الله تعالى- أن هذه الكلمة هي الفارقة بين الكفر والإسلام. يعني: كل الأنبياء يأمرون أممهم بأن يقولوها، فإذا قالوها خرجوا من الكفر، ودخلوا في الإسلام. ولا يَصِحُّ إسلام أحد حتى ينطق بـ لا إله إلا الله، ويتكلم بها، ويعتقد معناها، ويحقق مدلولها.

يشترط العلماء لكل من دخل في الإسلام جديدا: أن يُلَقَّنَ لا إله إلا الله. ولا بد مع ذلك أن يُشْرَحَ له مدلولها، وأن يُبَيَّنَ له حقيقة معناها، فإذا كان كذلك.. صدق عليه أنه من أهل الإسلام. ولا بد معها من قرينتها: وهي شهادة أن محمدًا رسول الله.