لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
145958 مشاهدة
صيام الإثنين والخميس

وسئل عن صوم يوم الاثنين، فقال: ذاك يوم ولدت فيه، وبعثت فيه، أو أنزل علي فيه رواه مسلم .


ثالثا: صيام الإثنين والخميس
قوله: وسئل عن صوم يوم الاثنين؛ فقال: ذاك يوم ولدت فيه، وبعثت فيه، أو أنزل علي فيه وراه مسلم):
فذكر في صوم يوم الإثنين فضيلتان، إحداهما: إنه اليوم أنزل فيه الوحي، والثانية: إنه ولد فيه -صلى الله عليه وسلم- وقد ورد فضيلة أخرى في حديث آخر وهي أنه تعرض فيه الأعمال، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم الخميس والإثنين، ويقول: إنهما تعرض فيهما الأعمال، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم في صوم الإثنين والخميس من الأيام التي يستحب صومها.