الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
145860 مشاهدة
سجود الشكر

وكذلك إذا تجددت له نعمة، أو اندفعت عنه نقمة سجد لله شكرا.
وحكم سجود الشكر كسجود التلاوة.


ثالثا: سجود الشكر
قوله: (وكذلك إذا تجددت له نعمة، أو اندفعت عنه نقمة سجد لله شكرا، وحكم سجود الشكر كسجود التلاوة):
سجود الشكر هو سجدة واحدة، ويسن إطالتها، وتشرع إذا تحددت له نعمة، أو اندفعت عنه نقمة، فيسجد لله شكرا.
وحكمها كسجود التلاوة سنة، وقد ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- لما جاءه خبر فتح بعض البلاد، أو انتصار بعض جيشه سجد لله شكرا، وثبت أنه لما بشر بدفع العذاب عن أمته سجد لله شكرا، ولما سأل ربه أعطاه نصف أمته من أهل الجنة سجد لله شكرا وأبو بكر لما جاءه خبر قتل مسيلمة سجد لله شكرا.
والمراد بالنعمة الظاهرة أي الواضحة أما جنس النعم المتجددة فإنها كثيرة وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا [إبراهيم: 34] .