إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
94491 مشاهدة
تنظيم الزيارات، وتنظيم الرحلات بقصد الدعوة

وسئل الشيخ وفقه الله -تعالى- نحن مجموعة من الشباب ندعو إلى الله، وعندنا مجلس خاص بنا نناقش فيه أوضاع الشباب المدعوين من تنظيم لزيارتهم، وتنظيم للرحلات الطويلة والقصيرة، مع وجود دروس خاصة بنا، وقد أنكر البعض علينا، مما أدى إلى تفرق كثير من الشباب، فهل هذا الفعل جائز أم لا؟
فأجاب: هذا العمل مفيد إن شاء الله -تعالى- ولا شك أن الشباب في هذا الزمان عندهم من الفراغ الروحي ما يجعلهم في حيرة من أمرهم، أو يميلون بسببه مع أدنى داعية إلى الشر والباطل، فلا جرم يتأكد جمعهم وتعاهدهم والحرص على حفظ أوقاتهم في دروس، أو رحلات، أو زيارات، أو نحو ذلك، ولا داعي إلى إنكار هذه الزيارة، التي هي من حقوق المسلمين بعضهم على بعض، والمصلحة تقتضي مثل هذا المجلس الدوري، وإقامة هذه الدروس، وتنظيم هذه الأوقات، وترتيب الأعمال ومناقشة وضع الشباب الذين أصابهم كسل، أو تثاقل، رجاء أن يزدادوا نشاطا وأن يواصلوا عملهم، حتى لا يجتذبهم أهل الفساد والشر، فيصبحوا حيارى، أو ينجرفوا مع الضلال وأهله، فينقلبوا على أعقابهم، حيث إن الكثير منهم يعبدون الله على حرف، فمتى وفقوا لمن يثبتهم ويقوي عزائمهم، ويحثهم على المواصلة، استمروا في عملهم الصالح، والله الموفق.