تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
94389 مشاهدة
زيارة العصاة في بيوتهم

وسئل حفظه الله: هل يجوز زيارة العصاة في بيوتهم لغرض دعوتهم إلى الله ؟
فأجاب: تجوز هذه الزيارة إذا رُجي لها تأثير، حيث إن الكثير من العصاة قد انهمكوا في تلك المعاصي عن جهل أو تقليد، عندما شاهدوا كثرة من يتعاطاها، وانتشارها بين الأفراد والجماعات، فأهل الدخان رأوا كثرة المدخنين في الأسواق والطرق والمجالس والمراكب والدور ونحوها، وأهل الأغاني انخدعوا بانتشارها وفشوها في الإذاعات والأشرطة وعلى الألسن، وكثرة من يسمعها أو يبيعها، ولا يوجد من يعلن تحريمها ومنعها، والنساء اعتدن على السفور والتبرج، ورأين كثرة المتبرجات والمائلات المُمِيلات، بدون نكير، وهكذا غير ما ذكر من أنواع المحرمات الفاشية.
فمتى علمت أن فلانا قد أصر على ذنب وأظهره أو أخفاه، كترك الصلاة، أو التخلف عن الجماعة، وتعاطي شيء من المسكرات أو المخدرات والمفترات، أو نحو ذلك من المعاصي، وقصدته في منزله، وبدأته بتأطيد الصلة والصداقة، والوداد والشفقة، ثم ذكرت له أن من أسباب الزيارة النصح والتوجيه، وشخصت له ما تنتقده عليه، وبينت له الآثام، وما ورد من الوعيد في مثل هذا الذنب، فلا شك أن هذا الرجل سوف يستحي ويظهر الندم، ويعدك خيرا، ثم مع التكرار إليه منك ومن غيرك، ومع معرفة الحكم والاعتراف بالخطأ يؤول به ذلك إلى التوبة والإقلاع، والله الهادي إلى سبيل الرشاد.