إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
77293 مشاهدة
دعاة الشر كثير ويعتقدون أنهم على خير

...............................................................................


نعرف أيضا أن دعاة الشر كثير، ويعتقدون أنهم على خير، وأن الصواب في جانبهم؛ فالنصارى يجهزون من يسمونهم بالمبشرين الذين يدعون إلى النصرانية، وينفقون عليهم النفقات الكثيرة المتكاثرة، لماذا؟ يدعون أن دينهم هو الدين الصحيح، فيضلون خلقا كثيرا، ولكن مثل ما قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ يذكر لنا الدعاة إلى الله أن هؤلاء المبشرين يضلون خلقا كثيرا، يخرجونهم من الإسلام بسبب الجهل، ثم إذا جاءهم واحد من الدعاة إلى الإسلام، وشرح لهم تعاليم الإسلام عرفوا صحة ما يدعو إليه، وعرفوا محاسن الإسلام، فرجعوا وتابوا وأسلموا سواء كانوا قبل ذلك على الإسلام، ثم تنصروا أو كانوا لا دين لهم ثم تنصروا، فإذا جاءهم الدعاة إلى الإسلام، وبينوا لهم هداهم الله تعالى، وسددهم ووفق أولئك الدعاة إلى الخير، فهؤلاء دعاة إلى النصرانية، وكذلك إلى غيرها من الأديان المنحرفة.