عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
باب بدء الوحي من صحيح البخاري
52291 مشاهدة
باب بدء الوحي من صحيح البخاري

بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب بدء الوحي. قال الشيخ الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري رحمه الله تعالى:
باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول الله جل ذكره: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ .
حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال: حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه على المنبر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه .


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تعتبر من السنة ومن الشريعة التي بين الله تعالى بها وبكتابه ما كلف به العباد وما أمرهم به، أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم هذا القرآن، ثم أمر محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يبين للناس ما نزل إليهم قال الله تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ فتعتبر الأحاديث النبوية بيانًا لما أجمل في القرآن؛ لأن القرآن فيه أحكام مجملة اشتملت السنة على إيضاحها وعلى بيانها .
مثل الصلاة ما ذكر في القرآن إلا بعض أجزائها كقوله: ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وقوله: وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ذكر القيام والركوع والسجود، ولم يذكر جلوس التشهد، ولم يذكر عدد السجدات، ولم يذكر عدد الركعات، ولم يذكر عدد الصلوات، فجاءت السنة ببيان ذلك مفصلا؛ فلأجل ذلك يهتم المسلمون بكتب السنة ويروونها ويعملون بها .
كان الصحابة رضي الله عنهم قد سمعوها ورأوها وشاهدوها فلم يحتاجوا إلى كتابتها لكونها كانت معلومة عندهم، وكان التابعون الذين هم أولاد الصحابة وتلامذة الصحابة تلقوها بالفعل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا يعملون بها، وكانوا يشاهدون الصحابة الذين أخذوها بالفعل عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم حدث في القرن الثاني والثالث وما بعده من أدخل في السنة ما ليس منها، وروى أحاديث لا أصل لها، فاحتاج أولاد الصحابة أن يذكروا أسماء الرواة الذين نقلوا تلك الأحاديث، حتى يميزوا بين المقبول والمردود، رووها بالأسانيد أي: بالرجال، ولما كان في تلك الأسانيد من يقبل قوله ومن لا يقبل احتاج العلماء إلى أن ينتقوا الأحاديث الصحيحة برجال موثوقين.