شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
77259 مشاهدة
النصيحة لله

...............................................................................


حق النصيحة أن تقبل ، من نصحك فإن عليك أن تقبل نصيحته، لماذا؟ لأنه ما يود لك إلا الخير، ما يدلك إلا على الشيء الذي فيه مصلحتك وفيه منفعتك، وحق النصيحة أن تستمع.
في هذا الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- أخبر بأن النصيحة لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم.
النصيحة لله، كيف تكون؟ ألستم تحبون الله تعالى؟! نعم، نحن نحب ربنا. فكيف ننصح لله تعالى وهو الذي خلق وقدر، وهو الذي دبر ويسر؟! فالنصيحة له علينا هي أن نعبده حق عبادته. هذا من النصيحة, النصيحة لله إخلاص العبادة له، والإقبال عليه على العبادة بكلية العبد بقلبه وبقالبه، وحضور القلب بين يديه، النصيحة لله التواضع له والتذلل بين يديه.
النصيحة لله سبحانه ذكره بجميع أنوع الذكر تسبيحه وتحميده وتكبيره وتهليله وتعظيمه وإجلاله وإكباره, من النصيحة لله تعالى سبحانه الاعتراف بكل ما وصف به نفسه، الاعتراف بأنه موصوف بصفات الكمال، وأنه منزه عن صفات النقائص، أنه سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلى.
من النصيحة لله تعالى محبته، وإذا أحب الله تعالى فإنه يتقرب إليه بأنواع القربات ويعبده بجميع أنوع العبادات، وغير ذلك مما يدخل في حقوق الله التي هي كثيرة حقوق الله تعالى على العبيد، فالذي يؤديها ويواظب عليها يصدق عليه أنه ناصح أمين، أنه من عباد الله الناصحين لله سبحانه وتعالى.