إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
83755 مشاهدة
أهمية التوحيد

...............................................................................


وإذا قيل: لماذا كان التوحيد له هذه الأهمية؟ الجواب: لأنه شرط لصحة العبادات، فلا تصلح عبادة إلا بعد التوحيد.
جعل العلماء التوحيد شرطا لصحة العبادات قالوا:
شروط الطهارة عشرة: أولها: الإسلام. يعني: التوحيد الصحيح.
وكذلك شروط الاغتسال: منها التوحيد.
وكذلك من شروط التيمم: التوحيد. يعني: إخلاص العبادة لله.
وكذلك من شروط الصلاة: التوحيد.
وكذلك من شروط الأذان. المؤذن يقول في أول أذانه: أشهد أن لا إله إلا الله، وفي آخره: لا إله إلا الله؛ وهذا هو دليل التوحيد.
وكذلك من شروط تجهيز الميت: أن يكون من أهل التوحيد، إذا لم يكن من أهل التوحيد فإنه لا يتولاه المسلمون.
وكذلك الزكاة من شروطها: التوحيد. أن يكون المخرج للزكاة من أهل التوحيد، ومن أهل الإخلاص، ومن أهل الدين -دين الإسلام-.
وكذا الصيام: لا يقبل إلا من أهل التوحيد.
وكذلك الحج، والعمرة، والجهاد في سبيل الله: لا يقبل إلا من أهل التوحيد.
وهكذا.. ذكروا أن ضد التوحيد يحبط الأعمال، فالشرك يحبط كل عمل اقترن معه، فلا تقبل صلاة المشرك، ولا صيامه، ولا صدقاته، ولا جهاده، ولا حجه، أو عمرته، ولا طهارته بأي نوع من أنواع الطهارة، لا يقبل الله شيئا من ذلك؛ بل إن الشرك يحبط الأعمال؛ حتى قالوا: لو أن إنسانا حج واعتمر حجا كاملا وهو مسلم، ثم ارتد وكفر وأشرك حبط عمله، وبطلت حَجته، وبطلت عباداته، إذا رجع إلى الإسلام والتوحيد مرة ثانية يجدد الحج، يجدد حجة الإسلام، الشرك حبط به عمله، قال الله تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ أوحي إليك وإلى الأنبياء قبلك. وقال تعالى في صفة الأنبياء الذين ذكرهم في قوله تعالى: وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ مع أنهم أنبياء لو أشركوا لحبطت أعمالهم.
فالإسلام والتوحيد الذي دعا إليه نبينا -صلى الله عليه وسلم- هو: حقيقة الإخلاص؛ إخلاص العبادة لله تعالى، والذي قد كرر الله -تعالى- الأمر به، قال تعالى: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وقال تعالى: قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي وكذلك قال تعالى: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ .
ويسن بعد كل صلاة أن يدعو بذلك، بعد الانصراف من الصلاة تدعو الله وتقول: لا إله إلا الله، مخلصين له الدين؛ ولو كره الكافرون؛ لتؤكد أن صلاتك لله وحده.