جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
83783 مشاهدة
من شروط كلمة التوحيد: اليقين

...............................................................................


وأما الشرط الثاني: فهو اليقين. قد يكون الإنسان يعرف معناها، ويعرف ما تدل عليه، ويقولها؛ ولكنه يَشُكُّ في حقيقتها، يَشُكُّ، أو يتردد، فهو غير مُوقِنٍ، وغير متحقق أن الإلهية لله وحده. فمثل هذا –أيضا- لا تنفعه إذا كان في شك؛ كما قال الله عن المنافقين في قوله: فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ الريب: هو الشك. يعني: لم يكونوا على يقين من أن الإلهية لله وحده؛ بل هم شُكَّاكٌ، في شك، وفي ريب، وفي تردد. فمن كان شاكًّا في حقيقة لا إله إلا الله ما نفعته هذه الكلمة، ولا أفادته، فلا بد أن يتحقق مما دلت عليه، ويعرف حقيقة معناها، ويوقن بذلك يقينا قَلْبِيًّا؛ حتى تنفعه هذه الكلمة.