تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
83735 مشاهدة
قرية تقتل رجلا وتتخذه وليا وشفيعا

...............................................................................


وسمعت حكاية: أن أهل قرية قالوا: ليس عندنا أحد من الأولياء، ولا من السادة! زارهم بعض مَنْ يسمونهم سادة وأشراف، زارهم إنسان، ولما أراد أن ينصرف، قالوا: لا يمكن أن تنصرف! نحن ما عندنا سيد!! لا بد أن نقتلك، وأن نقبرك، وأن نجعلك سيدا لنا!! فحاول فيهم، فقتلوه، وقالوا: نتخذك وليا!! عجبا لكم!!! أتقتلونه، وترجون أن يشفع لكم؟! أتقتلونه، وتدعونه مع الله؟! وترجون أن ينفعكم؟!! يقولون: نعم، إنه من السادة، إنه سيد ..! فإذا كان من السادة من أقارب النبي-صلى الله عليه وسلم- فإنه ينفعنا، فيشفع لنا.
وهكذا يُخَيَّلُ إلى مثل هؤلاء أن هذا ليس بعبادة؛ فيسمونه بهذه الأسماء، وهو في الحقيقة: إله؛ وذلك لأنهم يظنون أن الله جعل لِخَوَاصِّ الخلق عنده منزلة يرضى أن يلتجئ الإنسان إليهم! مَنِ المراد بِخَوَاصِّ خلقه؟ هؤلاء الذين يسمونهم أولياء.. أن الله جعل لهم منزلة رفيعة، وأن هذه المنزلة إذا وصلوا إليها استحقوا أن يُدْعَوا، وأن يُلْتَجَأ إليهم، يرضى الله أنهم يلتجئون إليهم، وأنهم إذا التجئوا إليهم؛ فإنهم ينفعونهم، ويدفعون عنهم، ويشفعون لهم؛ ولذلك يفعلون عندهم الأفاعيل! وانتشر هذا كثيرا في كثير من البلاد. وهذا حقيقة التأله عندهم.