لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
83703 مشاهدة
شبهة: فضل الولي على النبي وتفنيدها

...............................................................................


من عقيدة بعض المشركين: أن الأولياء أفضل من الأنبياء وأن الأنبياء أفضل من الرسل، ويقول قائلهم:
مقــام النبــوة فــي بــرزخ
فُـوَيْـقَ الرسـول, ودون الـولـي
فيجعلون الولي هو الأعلى، ويجعلون دونه النبي، ويجعلون دونه الرسول، فيقولون:
مقــام النبــوة فــي بــرزخ
فُـوَيْـقَ الرسـول, ودون الـولـي
يعني: أَنْزَلُ من الْوَلِيِّ!
وإذا قيل لهم: إن محمدا خاتم الأنبياء؟! قالوا: إنه ليس خاتم الأولياء؛ فالأولياء لا يزالون يُوجَدُون!
ويَدَّعُون أن الولي يأخذ من الْمَعْدِن الذي يأخذ منه الملََك الوحيَ!، الْمَلَكُ الذي أنزل بالوحي كجبريل ونحوه، يأخذ من اللوح المحفوظ، أو يكلمه الله –تعالى- ويوحي إليه.
فيدعون أن روح هؤلاء الأولياء تصعد في الملأ الأعلى، وتصل إلى ما لا يصل إليه الْمَلَك، أو إلى موضع وصول الملك، وتأخذ من اللوح المحفوظ، وتطلع على العلوم الغيبية!!
فلأجل ذلك.. غَلَوْا في هؤلاء الذين سَمَّوْهم أولياء، وصرفوا لهم خالص حق الله؛ سواء كانوا أحياء، أو أمواتا، وعظموهم بما لا يصلح إلا لله.
فنقول لهم:
إنكم أَوَّلًا: عبدتم غير الله، والله -تعالى- قد أخبر بأن من عبد غير الله؛ فإنه مشرك يستحق النار، إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ .
ونقول لهم:
ثانيا: إنكم قد فضلتم البشر العاديين على أنبياء الله ورسله؛ فأنبياء الله يَنْزِلُ عليهم الْمَلَكُ، ويخبرهم بما أمرهم الله به، وأما هؤلاء الذين سميتموهم أولياء؛ فإنهم بشرٌ.
هم مثلكم.. إذا كانوا أهل تقى، فكونوا أهل تقى؛ حتى تكونوا مثلهم، إذا كانوا أهل عمل صالح، فاعملوا عملا صالحا؛ حتى تكونوا مثلهم؛ وبذلك لا يكون بينكم وبينهم فرق.
فلا تجعلوا لهم شيئا من حَقِّ الله، ولا تصرفوا لهم الدعاء مع الله، فكل من صَرَفَ شيئا من الدعاء أو العبادة لأية مخلوق -نبيا، أو وليا، أو جِنِّيًّا، أو ملكا، أو وليا، أو نحوه-؛ فإنه قد جعل مع الله إلها آخر، شاء أم أبى!