شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
83724 مشاهدة
من شروط كلمة التوحيد: القبول

...............................................................................


وأما الشرط السابع: فهو القبول. القبول -يعني- تَقَبُّلُ كل ما جاء عن الله –تعالى- وعدم رد شيء من الشريعة؛ بل يَقْبَلُ الشرع كُلَّهُ بصدر رَحْبٍ، ويمتثل له.
أما الذين لا يقبلونها فليسوا صادقين، وليسوا من أهل لا إله إلا الله حَقًّا.
وكذلك الذين يقبلون البعض دون البعض؛ فهؤلاء -أيضا- ليسوا صادقين، وليسوا من أهل حقيقة التوحيد، وحقيقة معنى لا إله إلا الله. ذم الله اليهود بقوله تعالى: وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ لماذا؟ لأنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، يقبلون بعضا ويتركون بعضا، يقبلون ما هو خفيف عليهم، أو ما يوافقون فيه جماهير الناس، ويتركون ما يخالفون فيه أحدا من الناس، يحبون موافقة العامة، وما تميل إليه العامة؛ فمثل هؤلاء ليسوا صادقين في إيمانهم.
فمثلا: إذا رأينا مَنْ يتثاقل عن صلاة الجماعة، قلنا: أنت ما قبلت جميع الشريعة؛ بل قبلت بعضا دون البعض. إذا رأينا من يبيح أو يعمل حَلْقَ اللحى، وإسبال الثياب، ويقول: أوافق الناس، وأمشي مع جمهور الناس. فنقول له: أنت ما آمنتَ بالكتاب كله، ولا آمنت بالرسول وبما جاء به؛ بل أنت من الذين يقولون: نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا .
وكذلك إذا رأينا مَنْ يسمع الأدلة التي في وجوب ستر النساء وجوههن وزينتهن، ثم مع ذلك يدعو إلى التبرج، وإلى خروج النساء سافرات، ويقول: إن المرأة لها حريتها. فهل نقول: إن هذا من أهل القبول؟ هل قَبِلَ معنى الشريعة؟ وتَقَبَّلَ ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ لا شك أنه لم يكن من أهل القبول الصحيح؛ بل إنه من الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.
وكذلك من يُبِيحون الغناء، ويقولون: إنه ولو كان مُحَرَّمًا فإنه شيء تَلْتَذُّ به النفس، لا نوافق الشريعة في تحريمها! وكذلك من يشربون المسكر، ويقولون: إنه شراب لذيذ! نقول لهم: ما قبلتم سنة النبي-صلى الله عليه وسلم- ما قبلتم كل ما جاء به.
المؤمن هو الذي يقبل كل شيء جاء به الشرع على العين والرأس، ولا يَرُدُّ شيئا منه.
وأما وأما المنافق الذي يأخذ ما يناسب هواه، ويَرُدُّ الباقي ؛ فإنه مثل اليهود الذين يقولون نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ .
فهذه شروط لا إله إلا الله التي اشْتُهِرَتْ، وتتبعها العلماء، وأئمة الدعوة من أدلتها من الكتاب والسنة:
علـمٌ, يقينٌ, وإخلاصٌ, وصـدقُكَ مَعْ
مَحَبَّـةٍ, وانقيـادٍ, والقبـولِ لهـا