اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
136226 مشاهدة print word pdf
line-top
إثبات صفة العلم لله تعالى

ذكر بعد ذلك صفة العلم:
وعلمـه بمـا بدا ومـا خـفــي
أحاط علـمـا بـالجلـي والخـفـي
يعني: نؤمن بأن الله -تعالى- بكل شيء عليم، وأنه عالم بكل شيء، وعلمه من ذاته، ليس علمه مخلوقا، كما أنه ليس سمعه ولا بصره مخلوقا، وأنه يعلم كل شيء، لا يخفى عليه من أمر الخلق شيء؛ يعلم عددهم قبل أن يوجدوا، علم عدد الرمل والتراب، وعلم عدد قطرات المطر، وكذلك علم من وُجد ومن سوف يوجد، يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن إذا كان كيف يكون، كيف يوجد، علمه سبحانه وتعالى صفة ذاتية لا ينفك عنها، لا تنفك عنه هذه الصفة. وقد أنكر المعتزلة هذه الصفات: صفة السمع، والبصر، والعلم.
وفائدة الإيمان بالعلم: الإيمان بأنه سبحانه وتعالى يعلم أحوال العباد، فيعلم ما تكنه ضمائرهم، يعلم ما في نفوسهم؛ لأنهم خلقه، قال تعالى: أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ كيف لا يعلم من خلق؟ ويعلم الأمور المستقبلة، قال تعالى: وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ يعلم كل ما في البر: من الدواب، والحشرات، والوحوش، والمخلوقات، ويعلم ما في البحر: من الحيوانات، ومن المخلوقات كلها صغيرها، وكبيرها، يعلم عدد ذلك كله، ويعلم أيضا الأمور الماضية، والمستقبلة، يعلمها قبل أن تحدث.
ذُكر أن أول من أنكر هذه الصفة بالبصرة معبد الجهني فأنكر عليه أهل العلم؛ أنكروا عليه، وذلك لأنه يدعي أن الله لا يعلم الأشياء حتى تحدث، لا يعلم الأمور المستقبلة، ولا يعلم مقاديرها، فرد عليه ابن عمر بقوله: لو أنفق أحدهم مثل أحد ذهبا ما قبله الله منه، حتى يؤمن بالقدر خيره وشره. واستدل بالحديث - حديث عمر المشهور- وفيه قوله: وتؤمن بالقدر خيره وشره فهذا ونحوه دليل على أنه أنكر هذه الصفة، وأن إنكارها يعتبر تنقصا: تنقصا لله سبحانه وتعالى ولا يخفى أن العبد عليه أن يؤمن بصفات الكمال لله.

line-bottom