إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
135660 مشاهدة print word pdf
line-top
جزاء من كذب الرسل

ومن بهـم وبالكتــاب كذبـــا
ولازم الإعراض عنـه والإبــــا
فذاك ناقــض كـلا العهــديـن
مستوجب للخزي فــي الـداريــن
يعني هؤلاء هم أهل القسم الثاني الذين كذبوا، فمن كذب الرسل، وكذب الكتب، وأعرض عنه وأبى؛ فذلك ناقض للعهدين أي: العهد الذي في عالم الذر، والعهد الذي جاءت به الرسل، مستوجب للخزي في الدارين؛ يعني في الدار الدنيا والدار الآخرة؛ دليل ذلك قول الله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى هذا الخزي في الدارين، في الدار الدنيا له معيشة ضنك؛ يعني يضيق الله عليه في معيشته، وفي الآخرة يحشره الله -تعالى- أعمى، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى .
فالحاصل أن في هذا بيان أن أهل الإيمان الذين صدقوا الرسل، ولم يشاقوهم، ولم ينازعوهم، هؤلاء هم الذين وفوا بالعهد والميثاق، وهؤلاء هم الذين ينجيهم الله من عذاب النار، وهم الذين لهم عقبى الدار، وأما الثاني وهم الذين يكذبون الرسل، ويكذبون الكتب، فيقولون للرسل: إن أنت إلا مفتر، ويقولون للقرآن: إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ ويلازمون الإعراض عنه والإباء؛ أي يعرضون عن القرآن، ويأبون عن تحمله؛ فذاك ناقض لكلا العهدين أي هذا هو الذي نقض العهد، وهذا هو الذي يستوجب الخزي في الدارين، الخزي يعني: العذاب الأليم.
نتوقف هاهنا، ونقرأ في كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ، نحب أن نقرأ فيه أبوابا نختارها، ففي هذا اليوم نقرأ باب فضل التوحيد، هل أحد يحفظ باب فضل التوحيد؟

line-bottom