شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد
139284 مشاهدة print word pdf
line-top
صفات القرآن الكريم

   وقوله :
( وقال تعالى: وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي
[ يونس:15 ] فأثبت أن القرآن هو الآيات التي تتلى عليهم وقال تعالى: بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ [ العنكبوت:49 ] وقال تعالى: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ [ الواقعة:77-79 ] بعد أن أقسم على ذلك، وقال تعالى: كهيعص [ مريم:1 ] حم عسق [ الشورى:1-2 ] وافتتح تسعًا وعشرين سورة بالحروف المقطعة. )


   شرح:
هذا دليل على أنه هو هذا القرآن فإن قوله تعالى: وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ ( يونس:15 ) إشارة إلى هذا الذي يسمعونه قال تعالى: قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ ( يونس:15 ) أخبر بأنهم يشيرون إلى شيء بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ ( يونس:15 ) فدل على أن هذا هو الذي سمعوه، وهو الذي قرأه عليهم.

   وكذلك آية سورة العنكبوت بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ( العنكبوت:49 ) يعني: محفوظ في الصدور، في صدور الذين أوتوا العلم، فدل على أنهم يسمعون ويفهمون هذه الآيات التي اشتملت عليها هذه السور، فدل على أنه كلام مسموع له أول وآخر، وأنه كلمات وحروف.
   وكذلك لمّا أقسم الله بقوله تعالى: فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ( الواقعة:75-78 ) يعني مكتوب أصله في اللوح المحفوظ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (الواقعة:79-80) هذه الصفات صفات القرآن؛ قرآن كريم، في كتاب مكنون ، تنزيل من رب العالمين، لا يمسه إلا المطهرون - لا شك أن هذه كلها صفة للقرآن الذي بين أيدينا، فكيف تكون للمعنى ؟! لا شك أنه أراد هذا الكلام المحفوظ المسموع.
   وأما قوله: افتتح تسعا وعشرين سورة بالحروف المقطَّعة يعني: مثل الم ( البقرة:1 ) وفي آل عمران، والعنكبوت، والسور التي بعدها، وكذلك الر في يونس والسور التي بعدها، و المص وكذلك في السور المتفرقة مثل طه كهيعص ( مريم:1 ) ومجموعها تسع وعشرون سورة افتتحها بالحروف المقطعة.

   هذه الحروف لا شك أنها حروف، لأنها تنطق بنفس الكلمة، يعني: هو يُكتب حرفًا ولكنه ينطق بكلمة، فإن قولك مثلا : (ك) - لا يكتب فيه (ألف) و(فاء) بل يكتب: (ك)، وكذلك (ع) - لا تكتب الياء والنون وإنما تكتب (ع)، فهكذا رويت ونطق بها النبي صلى الله عليه وسلم.

line-bottom