إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
109384 مشاهدة
ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء

...............................................................................


ورد عن ابن عباس أنه قال: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء، يعني: أنها تتفق في الاسم، ولكنها تختلف في الحقائق فبينها فرق كبير، فإذا عرفنا أن في الجنة أشجارا، فليست كأشجار الدنيا؛ قد ذكر الله أنواعا من أشجار الجنة؛ كقوله تعالى: فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ النخل: موجود في الدنيا وموجود في الجنة، ولكن يتفقان في الاسم؛ ولكن بينهما فرق كبير، فرق كبير فيما يتعلق بنعيم أو نخل الجنة، ليس هو قريبا ولا مقاربا لنخل الدنيا، كذلك الرمان الذي ذكره؛ الرمان أيضا موجود في الدنيا، ويوجد في الدنيا في آخر الدنيا قبل قيام الساعة أنه يظهر أي: شيء كبير؛ حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يبارك في الرزق في آخر الدنيا، وأن الجماعة يأكلون من الرمانة الواحدة ويستظلون بقحفها يعني: يأكلون منها، ثم قحفها يكون كالخيمة من كبرها. هذا يوجد في الدنيا وإن كان لم يوجد الآن، فكيف برمان الجنة؟! لا شك أنه أعظم وأجل.
وكذلك ذكر الله تعالى أن فيها أعنابا، وهي أيضا موجودة في الدنيا، ولكنها تتفق في الأسماء، وتختلف اختلافا كبيرا في الحقائق، وهكذا بقية الثمار؛ فقد ذكر الله تعالى أن: فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ كل الفواكه موجودة في الدنيا, فإنه يكون في الجنة منها زوجان يعني: نوعان، ولكن بينها وبين ما يوجد في الدنيا فرق كبير.