اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
109360 مشاهدة
ما ورد في الحور العين

...............................................................................


ورد -كما سمعنا- أن أحدهم يكون له زوجة, وأن عليها سبعين حلة, أي لباس من أنواع الحرير, والديباج, والإستبرق ونحوه؛ وأنه مع ذلك يُرى مُخَّ ساقها من وراء اللحم والعظم, كأن ساقها الدر والياقوت. الياقوت: هو مَعْدِنٌ شديد البياض؛ ومع ذلك فإن لونه كلون الزجاج يخرقه البصر، إذا خرق هذا وأدخل فيه السلك الأحمر أو نحوه -ولو كان ثخينا- ترى السلك في وسطه؛ لصفائه، فهكذا شُبّه لحمها ودمها وعظامها أنه: كالدر والياقوت.
وكذلك أيضا ورد في بعض الروايات أن صدره مرآة لها, وصدرها مرآة له، وأن لكل مسلم أو مؤمن يدخل الجنة عددا من الزوجات؛ وصف الله تعالى أو ذكر صفاتهن، مثل قول الله تعالى: فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ .
هذه صفة مدح أنها تكون قاصرة طرفها، تقصر طرفها على زوجها؛ فلا تمتد إلى غيره، ولا تطمع في غيره، ولا يطمع في غيرها: قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ .
ثم ذُكر أيضا أنه كلما قام عنها رجعت إلى بكارتها؛ ولذلك ذَكر أنها لم تُطْمَثْ. يعني: لم يطأها قبله إنسي ولا جني، وإنما هي بِكْرٌ؛ كما أخبر الله بقوله تعالى: إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا .
الْعُرْب: المتحببات، والأتراب: المتساويات. أي: متساويات في السن. هذا من ثواب أهل الجنة.
كذلك أيضا: ما ذكر في الجنة من الأشجار. مَرَّ بنا الحديث الذي فيه أن: في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها حديث في الصحيح وذكر ابن كثير عند تفسير قول الله تعالى: طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ في سورة الرعد أن طوبى اسم شجرة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام، وذكر من صفاتها، ومن سعتها كلاما كثيرا نقله, أو نقل بعضه الشيخ عبد الرحمن بن حسن في كتابه: فتح المجيد عند قوله صلى الله عليه وسلم: طوبى لرجل آخذ بعنان فرسه... إلى آخره. فهذا أيضا مما في الجنة؛ هذا الشجر.
ورد في بعض الأحاديث أنه يستخرج من سوقها حلل وأكسية من حرير، ومن ديباج، ومن إستبرق، قد ذكر الله أن هذا أيضا.. أنه من ثواب أهل الجنة، في قول الله تعالى: أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وذكر أنهم: يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ وأنه: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وذكر أيضا أنه: وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا وغير ذلك من الأدلة التي يتبين منها عظم هذا الثواب، دار كرامة الله تعالى.