تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
109361 مشاهدة
عقاب مَنْ خَالَفَ قَوْلُهُ فِعْلَهُ

ولكن قد يقال: إنه أَخَفُّ عذابا من الذين عرفوا وتحققوا, ثم مع ذلك خالفوا ما يقولون، وعملوا بخلاف ما يدعون إليه. دعوا الناس إلى الدين, ولكنهم لم يعملوا، دعوهم إلى فرائض الإسلام فلم يفعلوها، دعوهم إلى الفضائل فلم يطبّقوا، نهوهم عن المحرمات ولم ينتهوا، ووعيدهم وعيد شديد؛ كما وردت في ذلك الأدلة مثل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ يمقتهم الله تعالى على أنهم يقولون ولا يفعلون، يأمرون الناس ولكنهم لا يفعلون, ولا يمتثلون, فيستحقون بذلك العقوبة من الله.
كذلك ورد الحديث المشهور في الصحيح عن أسامة أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: يجاء بالرجل فيلقى في جهنم فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع عليه أهل النار فيقولون: يا فلان ما لك؟ ألست كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟! فيقول: كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه .
هذا وعيد شديد؛ أنه يعذب أشد عذابا من الذين كانوا يسمعون كلامه ولكنهم لم يقبلوه، فعرفنا بذلك أن العمل هو الثمرة المطلوبة من هذا العلم، فنحن نتعلم, يتعلم الإنسان من حين يعرف, ويفهم مِنْ أن كان عمره خمس سنين, أو نحوها وهو يتعلم، ويتزود من العلم. ولكن ينظر في نتيجة هذا العلم، نتيجته هي: التطبيق والعمل, إنها هي الثمرة المطلوبة؛ ولذلك يقولون: ثمرة العلم العمل، ويقول بعضهم: العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل.
فإذا تعلمت واستفدت, ثم عملت بذلك, وطبقت ما تعلمته, فأنت من الذين انتفعوا بعلمهم وبعملهم, فيكون العلم والقرآن حُجَّةً لك، ويكون عملك صوابا أي: موافقا للسنة, موافقا للشريعة التي أنت مكلف بها, فيكون مقبولا، وأما مَنْ يتعلم ولا يعمل, أو يعرض عن التعلم, وعن العمل, أو يتخبط في العمل, ويعمل على جهل, فكلهم هالكون.