شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
79949 مشاهدة
المراد بتوحيد المعرفة والإثبات

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين أما بعد ..دروس فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين – حفظه الله- وهو في شرحه لكتاب شرح سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
أول واجـــب علــى العـبـيـــد
معرفـة الرحـمــن بــالتوحيـــد
إذ هو مـن كــل الأوامــر أعظــم
وهو نوعــان أيـــا مــن يفهــم
إثبات ذات الــرب جـــل وعـــلا
أسمائه الحسنـى صفـاتــه العـــلا
وأنه الـــرب الجـلـيــل الأكـــبر
الخالــق البـــارئ والمـصـــور
باري البرايــا منشـئ الخــلائــق
مبدعهـم بــلا مثـــال ســابــق
الأول المبــدي بـــلا ابتـــــداء
والآخر البــاقــي بــلا انتهـــاء
الأحد الفــرد القــديــر الأزلـــي
الصمـد الــبر المهيمــن العلـــي
علــو قـهــر وعلــو شـــان
جل عــن الأضـــداد والأعـــوان
كذا لـــه العـلـــو والفـوقيـــة
علــى عبــــاده بــلا كيفيـــة
ومـع هــذا مطـلــع إلـيـهـــم
بعلمــه مهيـمــن عـلـيـهـــم
وذكـره للقـــرب والـمـعيــــة
لم ينـف للعـلـــو والفـوقيــــة
فإنــه العلـــي فـــي دنــــوه
وهو القريـب جـــل فــي علــوه
حي وقـيــــوم فـــلا ينــــام
وجل أن تشبهــــــه الأنــــام
لا تبلغ الأوهـــام كنـــه ذاتـــه
ولا يكيـف الحـجــــا صفــاتــه
باق فـــلا يفـنـــى ولا يبيــــد
ولا يكون غـــير مـــا يريــــد
منفــرد بــالـخـلــــق والإرادة
وحاكــم جــــل بـمــــا أراده
فمـن يـشـــأ وفـقــه بفضلــه
ومن يشـــأ أضـلــه بـعـدلــه


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
ذكر الناظم -رحمه الله- أن التوحيد ينقسم إلى نوعين:
وبدأ بالنوع الأول: وهو تعريف، وهو توحيد المعرفة والإثبات، من العلماء من جعل التوحيد قسمين: توحيد في المعرفة والإثبات، وتوحيد في الطلب والقصد، ومنهم من جعلها ثلاثة أنواع: توحيد الإلهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات.
فتوحيد المعرفة والإثبات يدخل فيه توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الطلب والقصد هو توحيد الإلهية، فتوحيد المعرفة والإثبات يسمى التوحيد العلمي؛ وذلك لأنه علوم نتعلمها، نأخذها من الأدلة، ويسمى التوحيد الاعتقادي؛ أي: لأنه توحيد عقيدة؛ يعتقد العباد صفات الله تعالى وأسماؤه وربوبيته ونحو ذلك، ويسمى التوحيد الخبري؛ لأنه يعتمد الأخبار؛ يعتمد على الأخبار المنقولة التي تؤخذ نقلا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وتروى بالأسانيد؛ فهو التوحيد العلمي، الخبري، الاعتقادي؛ الذي هو توحيد الأسماء والصفات وتوحيد الذات.
ومعناه: اعتقاد أن الله تعالى هو خالق الخلق، وربهم، ومدبر أمورهم، والعالم بشؤونهم، وهو سبحانه الذي أوجدهم، وكونهم، والذي علم عددهم، والذي أوجد جميع الكائنات.
وهذا التوحيد الذي هو توحيد الربوبية، يعتقده ويقر به المشركون في الجاهلية؛ قال الله تعالى: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ يعترفون بأن الله هو الذي يرزقهم من السماء بالمطر ونحوه، ومن الأرض بالنبات، وأنه الذي يخرج الحي من الميت؛ يخرج النبات من الأرض ونحوها، ويخرج الثمر من النبات؛ الميت من الحي، وأنه الذي يملك السمع الأبصار؛ بمعنى: أنه الذي خلق السمع؛ فلا يقدر أحد أن يخلق سمعًا، وأنه الذي خلق البصر؛ فلا يقدر أحد إذا فقد البصر أن يخلق بصره، وأنه الذي يدبر الأمور؛ يسير الأفلاك، يسير الشمس والقمر والنجوم. يعترفون بذلك كله لله تعالى.
وقال تعالى: قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ يعترفون بأن ذلك كله لله، ومع ذلك لا يتذكرون ولا يتقون، وأنهم يُصرفون عن الإقرار بالله تعالى؛ فهذا دليل على أنهم يقرون بهذا النوع؛ الذي هو توحيد الربوبية أنه الرب، وأنه الخالق، وأنه الرازق.
وكذلك قال تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ثم قال: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ وقال تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ؛ فذلك دليل على أنهم يعترفون بأن الله تعالى هو الذي خلق الخلق، وهو الذي يدبر الأمر، ومع ذلك يعبدون غيره، أو يشركون به في عبادته.