الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
80148 مشاهدة
من فضل التوحيد التحريم على النار

يقول: ولهما في حديث عتبان فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله هذا أيضا فيه فائدة من فوائد التوحيد وهي: النجاة من النار؛ أن من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله؛ فإنه ولا بد سيعمل بموجبها حتى يحرمه الله على النار فلا يمسها ولا تمسه، لا شك أن من كان يبتغي بها وجه الله يكون قلبه ممتلئا بها، وإذا امتلأ القلب بمعرفة الله، وامتلأ بمحبته، وامتلأ بمعرفة أنه الإله، وامتلأ القلب بالتأله له، والتواضع، والتذلل له؛ فهل يتصور مع هذا الامتلاء، وهذا الابتغاء، أن يقع منه ذنب ؟ لا يتصور؛ فلذلك يدخل الجنة، ولا يدخل النار، يدخل الجنة على أول وهلة.
إذا أسلم قلبه، وامتلأ بالإخلاص، وبمعرفة ربه، وبالتصديق بأنه هو الإله الحق، وبالتصديق بما جاءت به رسله، وبالتصديق بالدين الصحيح، ولم يبق في قلبه انشغال بغير ربه سبحانه؛ فإنه لا يُقْدم على ذنب، ولا يترك طاعة وهو يقدر.
فإذا رأيت من ليس كذلك فاعلم أنه قد نقص قدرها في قلبه، ونقص ابتغاء الآخرة، وابتغاء وجه الله، إذا رأيت من يعصي، من يترك بعض الصلوات، ويتأخر عن الجمعات، أو يفعل شيئا من المحرمات: كشرب المسكرات والمخدرات، أو فعل الفواحش المحرمات ونحوها؛ فقل هذا لم يبتغي بكلمة التوحيد وجه الله؛ يعني لم يعرف معناها الحقيقي، أو أنه عرفه ولكن هواه نزعه إلى الحرام ونحوه، فهذا هو الذي لم يكن قلبه ممتلئا بلا إله إلا الله.